آخر تحديث :الإثنين-23 يونيو 2025-02:28ص

خلاصة الدرس..

الإثنين - 23 يونيو 2025 - الساعة 02:21 ص

عبدالستار سيف الشميري
بقلم: عبدالستار سيف الشميري
- ارشيف الكاتب


بمناسبة كسر ناموس الخميني وقوته ونظامه، نحن أمام متغير جوهري يشهده الشرق الأوسط، متحرر من الهيمنة الإيرانية،

لا يعني ان هذا الانتصار لاسرائيل وهي بهذه الجروح أنها تستطيع سيادة المنطقة كما يروج البعض ،

لقد علمت تجربة الحرب اسرائيل وايران معا تجربة مريرة قاسية وبات الجميع يدرك أن سياسة تأثيرات إيران الضارة وإسرائيل الجامحة من الماضي وان هناك رؤية واقعية وحيدة قابلة أن تكون مسارا وحيدا لكل دول المنطقة وهي حتما تتطلب وفاقًا جديدًا بين كل الدول الوازنة ذات الثقل السياسي والاقتصادي والعسكري، وهي لا تتجاوز تسع دول قادرة على صياغة تشارك في حده العادل النافع. للشرق الأوسط الجديد بطريقة الوفاق الجامع وليس بنظرية الشرق الأوسط الأحادي وهو الطريق الاجباري اليوم الذي يمكن من خلاله تحقيق الاستقرار الاستراتيجي للجميع ،


هناك أنظمة جديدة اليوم في البلاد التي مزقتها إيران في عدن اليمن ودمشق وبيروت وبغداد يعملون بالفعل على إخراج بلدانهم من شبكة تأثير إيران في الأمن والسياسة مستفيدين مما تحقق ، يساعدهم في ذلك مسرح الأحداث الذي أصبح اليوم جاهزًا لإطار سياسي جديد قائم على التشارك. كما أن مهمة منع إيران من العودة للتمتع بقوتها التخريبية في الشرق الأوسط، إذا ما فكرت الخمينية يومًا ما أن تعود، لا يمكن أن تترك فقط لإسرائيل، التي تفتقر إلى التحالفات الجامعة، وقامت بهذا الدور اليوم في ظل غضب شعبي ورسمي على إيران وربما لا يتوفر هذا المناخ مرة أخرى في وضع إيران بدون مخالب وأنياب وإضرار مستقبلا، لقد حققت اسرائيل ما حققته بفعل توفر شرطين أساسيين ذاتي وموضوعي الاول غضب محيط إيران منها شعوبا وحكومات والثاني تفوق اسرائيل العسكري والدعم الأمريكي ، ولذلك كان لها في ظل الشرطين أن تكون رأس حربه لتأديب الخمينية ، لكن من الصعب تكرار الظرف مستقبلا وذلك لعدم الإجماع على اسرائيل في شعوب المنطقة. واذا ما عادت إيران للجموح فإن التاديب سيكون شأن ومهمة دول كثيرة أصبح يهمها وبمقدورها تأمين نظام إقليمي جديد أكثر سلمًا واستقرارًا، وهو ما تدركه إسرائيل قبل غيرها لأنها لا تستطيع أن تحارب الجميع ، كما ان إيران أدركته ولو قسرا وبتجربة خسرت فيها كل ثروتها وسلاحها وهو مبلغ لا يمكن حسابه لأنه حصيلة كل ما جمعه الإيرانيون لثلاثين عاما واذا زاد عن تريليون فذلك محتمل أنها خسارة ليست سهله ودرس قاسي بكل المعاني المادية والرمزية المعنوية ،


اسرائيل بالمقابل تعلمت دروسا صعبه وأنها يجب أن تذهب الى تأمين نفسها بالسياسة وليس الحرب فكلفتها ثقيلة، صحيح انها انتصرت وقدمت ، خدمة عظيمة بدعم ترامب وهدية استثنائية لا تقدر بثمن للشعوب العربية، لاسيما اليمن وسوريا ولبنان والعراق والخليج عمومًا، ضد العدو الأول لهم، المتمثل في الخمينية التي شردت الملايين وزرعت المليشيات والفتنة. لكن ذلك كله يجب أن يتوج في رسم خارطة المشاركة متعددة الأطراف، فهي الطريق لشرق أوسط جديد آمن وفيه مصالح الجميع دون استثناء، وهو ما يمكن أن يكون، أو على الأقل، هناك فرصة الآن لحدوثه...

عبدالستارسيف الشميري

#الشبزي