دم اليمني، ودم السوري، ودم العراقي، ودم اللبناني، ودم الفلسطيني... كلها دماء مسلمة محرمة عند الله، لا تُفاضَل، ولا تُباع في سوق المصالح، ولا تُغفر بعمامة أو شعار.
القاتل لا يُصبح وليًّا لمجرد أنه صلّى، ولا يُبرَّر جُرمه لأنه صرخ "القدس لنا" وهو يغرس خنجره في ظهورنا.
قال الله تعالى: "ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا"
آية قاطعة، لا تقبل انتقاءً ولا محاباة، لم تُجز القتل باسم الطائفة، ولا تغاضت عن المجرم لأنه من محور "الممانعة".
رصاصة القتل واحدة، سواء انطلقت من تل أبيب أو من طهران.
والدم المراق من أعناقنا لا يفرّق بين يد صهيونية، أو يد إيرانية ملوثة بفتاوى الكراهية.
أنا كيمني، لن أقبل أن يكون دمي أرخص من غيري.
فمن ذبح شعبي، وسحق بلادي، وزرع الفتنة في مجتمعي، وافتخر بجريمته على الشاشات... لم يكن إسرائيليًّا، بل كان فارسيًّا بثوب المذهب، وذراعًا لإيران التي باعت الدين مقابل نفوذ.
تبكون على فلسطين، وأنتم غارقون في دماء صنعاء وحلب وبغداد وبيروت؟
أي نفاق هذا؟ أي مقاومة تلك التي تبدأ بقتل العرب، وتنتهي برفع صور القدس؟
عودوا إلى إنسانيتكم أولًا، واغسلوا أيديكم من دمنا، ثم تحدّثوا عن الشرف والمقاومة.
أما نحن، فكرامتنا أغلى، ودمنا أعز، ولن ننسى من قتلنا وإن صلّى في قم، أو خطب في كربلاء، أو صاح باسم الأقصى.