آخر تحديث :الثلاثاء-17 يونيو 2025-02:25ص

العدّ التنازلي

الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - الساعة 01:55 ص

سمير اليوسفي
بقلم: سمير اليوسفي
- ارشيف الكاتب


كلّنا نعرف أن إسرائيل لا تنتظر إذنًا من أحد إذا أحسّت بالخطر، ولا تسأل عن مجلس الأمن إذا رأت ظلّ قنبلة في يد عدو. والعدو الآن… اسمه: إيران.


في حوارٍ أجراه الإعلامي المصري سيد جبيل على قناته في يوتيوب، مع الدكتور يسري أبو شادي، خبير الذرّة وكبير مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، جرى تفكيك ما حدث، وما قد يحدث.


تحدّث الدكتور يسري عن ضربة إسرائيلية “استراتيجية” على منشآت نووية إيرانية، قال إنها لم تدكّ العمق، بل نسفت السطح… ورفعت الغبار.


إيران تمتلك 21 منشأة نووية موزّعة على 12 موقعًا.

ضُرب منها أصفهان، وتحديدًا مصانع تحويل اليورانيوم إلى غاز… فتوقّف التخصيب.

وضُرب نتانز التجريبي، فوق الأرض… فتسرّب غاز اليورانيوم الطبيعي، لكنه غير مشعّ.

لكن نتانز تحت الأرض، و”فوردو” في بطن جبل جرانيت، لم يُمَسّا… رغم أنهما يحويان مجتمعين ما يقرب من 200,000 وحدة تخصيب.


قال الرجل:

“إيران لديها الآن 500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%… كمية تكفي لصناعة 10 قنابل نووية.”

“ومعها أيضًا 10 أطنان من اليورانيوم المخصّب بنِسَب أقل… مجرّد رصيد احتياطي، إذا أرادت المزيد!”


ثم أضاف بهدوءٍ مقلق:

“إيران تستطيع، لو أرادت، أن تخصّب ما لديها إلى 93%. ولو فعلت، ستحتاج فقط 25 كيلوغرامًا لصنع قنبلة نووية… بدلًا من 42 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%.”

“والحساب سهل: تضغط كرة التنس المصنوعة من اليورانيوم… وتُطلق الجحيم.”


وماذا فعلت إيران بعد الضربة؟

منعت المفتّشين.

نقلت المواد.

أخفتها في الجبال.

وأعلنت للعالم أنها لم تعد تثق بالوكالة الدولية، التي أصدرت تقريرًا ضدها، فاستُغلّ بعد 12 ساعة فقط كذريعة إسرائيلية للهجوم.


وإسرائيل؟ تتأهّب.

قال الدكتور:

“في أكتوبر 1973، جهّزت 11 طائرة نووية تحسّبًا لانهيار جبهتها أمام مصر.

واليوم، لو شعرت أن إيران على وشك التفجير… قد تسبقها وتضرب أوّلًا.”


ومن هنا تبدأ المأساة:

• إذا فجّرت إيران، فهي الدولة النووية العاشرة.

• إذا فجّرت إسرائيل، فهي الحرب الإقليمية الأولى بالسلاح النووي.

• وإذا تراجعا، فعسى أن ننجو من أن نصبح هيروشيما الشرق الأوسط القادم!


كلّ ذلك… من أجل كيلوجراماتٍ مشعّة، وقرارٍ يُتّخذ من تحت الأرض.

أما فوق الأرض؟ فالدعاء وحده لا يكفي.