آخر تحديث :الخميس-12 يونيو 2025-10:26ص

قمع الحريات .. مؤشر خطير على عهد الاستبداد القادم في اليمن

الأربعاء - 11 يونيو 2025 - الساعة 12:32 ص

اسامه فؤاد محمد
بقلم: اسامه فؤاد محمد
- ارشيف الكاتب


في مؤشر خطير على عهد الإستبداد القادم يمر اليمن بمرحلة حرجة تتسم بتدهور خطير في مجال الحريات العامة، حيث تتشارك جماعة الحوثي في الشمال وبعض المكونات السياسية في مناطق الشرعية في ممارسات قمعية ممنهجة ضد الصحفيين والناشطين والمواطنين على حد سواء. هذا القمع المتزايد للحريات يهدد بتقويض أي آمال في تحقيق الاستقرار والسلام، وينذر بعهد جديد من الاستبداد والقمع.


لم تعد سجون الحوثيين او في بعض مناطق الشرعية مجرد أماكن احتجاز، بل أصبحت رمزًا للقمع والتضييق على حرية التعبير والرأي. تشير التقارير الحقوقية إلى أن هذه المعتقلات مكتظة بالصحفيين والناشطين الذين تجرأوا على انتقاد سياسات الطرفين أو كشف ممارسات فساد وانتهاكات.


يتم اعتقال الصحفيين والناشطين بشكل تعسفي دون أوامر قضائية أو مسوغ قانوني، وغالبًا ما يتم احتجازهم لفترات طويلة دون توجيه تهم رسمية، كما يتعرض المعتقلون للتعذيب الجسدي والنفسي، والإهانة، والحرمان من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في الحصول على الرعاية الصحية والاتصال بمحاميهم وعائلاتهم وقد سجلت الكثير من الحالات التي توفت نتيجة التعذيب واخرها الناشط انيس الجردمي.


تفرض المليشيا قيودًا صارمة على وسائل الإعلام، ويمنعون الصحفيين من تغطية الأحداث بحرية، ويلاحقون وسائل الإعلام المستقلة، ويحجبون المواقع الإلكترونية.


تشن الاطراف حملات تحريض وكراهية ضد الصحفيين والناشطين، ويتهمونهم بالخيانة والعمالة وتقويض الأمن، مما يعرضهم للخطر ويزيد من التهديدات التي يتعرضون لها ، بالإضافة لتقييد الحريات الشخصية للمواطنين، بما في ذلك حرية التنقل والتعبير والتجمع، وتفرض قيودًا على عمل المنظمات غير الحكومية، وتمنع من ممارسة أنشطتها بحرية.


إن استمرار قمع الحريات في اليمن له تداعيات خطيرة على مستقبل البلاد، حيث يؤدي إلى تقويض فرص السلام حيث انه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في اليمن في ظل غياب الحريات العامة وحرية التعبير.


يزيد القمع من حدة الانقسامات والصراعات في المجتمع اليمني، ويقوض الثقة بين الأطراف المختلفة.

كما يدفع القمع الكفاءات الشابة والمثقفين إلى الهجرة، مما يحرم اليمن من طاقاته وقدراته كما حدث قبل يومين للاعلامية صابرين جلال والتي خرجت من عدن بعد تلقيها العديد من رسائل التهديد على خلفية المظاهرات النسائية التي خرجت تطالب بأبسط مقومات الحياة (الماء-الكهرباء-الغذاء)


بالتالي تسيء هذه التصرفات إلى صورة اليمن في الخارج، ويعرضه للانتقادات الدولية، ويقلل من فرص حصوله على المساعدات والدعم.


إن الوضع في اليمن يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإقليمية للضغط على الحوثيين لوقف قمع الحريات، والإفراج عن المعتقلين، وضمان حرية التعبير والرأي. كما يجب دعم الصحفيين والناشطين اليمنيين، وتوفير الحماية لهم، وتمكينهم من مواصلة عملهم في كشف الحقائق وفضح الانتهاكات.


إن مستقبل اليمن يعتمد على حماية الحريات العامة، وضمان حقوق الإنسان، وتمكين المواطنين من المشاركة في بناء مستقبل أفضل لبلادهم.