آخر تحديث :الخميس-05 ديسمبر 2024-03:25م

10 سنوات في فم العاصفة.. خطر متعدد الرؤوس

الجمعة - 25 أكتوبر 2024 - الساعة 01:30 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏هم ليسوا مليشيا ،هم ليسوا جيشاً هم ليسوا عصابة هم كل هؤلاء معاً ، الحوثي يتعاظم خطره في منطقة لا تحتمل تكدس السلاح بيد جماعة بلا هوية سياسية، ولا مشروع تعمل على تحقيقه ،غير الدفاع عن مصالح ممولها الرئيس إيران ومذهبة اليمن .

الحوثي من حيث أردت أن تنظر إليه ستجده متطابقاً مع التوصيف، إن أردته عصابة هو كذلك مجموعة مسلحة تدير البلاد بنهج مافوي ، تسجن وتسحل وتقتل خارج القانون وبتوجيهات الدون زعيم المافيا ، وإن أردته قرصاناً فهو كذلك يختطف السفن ويجبر شركات الشحن بل وحتى الدول على دفع إتاوات مرور من المضائق، وإن أردته مرتزقاً فهو يلبس تماماً دور المرتزق، ينفذ عمليات لاتمت لخدمة بلاده بصلة ، وإن أردته جيشاً فهو جيش تم وراثته بحيل سياسية من النظام السابق ، على خلفية تصفية الحسابات وذهنية الرهانات الخاطئة ، تقديرات أودت بنا جميعاً عشر سنوات في فم العاصفة وقعر الكارثة.

الحوثي بتقديرات مراكز الإستخبارات العالمية خطر متعدد الرؤوس ، يمتلك ترسانة ربما تتخطى معظم أذرع إيران ، تدار من الحرس الثوري ، ويقدم نفسه شرطي لحماية الآخرين ، بما في ذلك الإنفتاح الروسي عليه لتوظيفه في لعبة دولية، اليمن داخل فيها بالخسارة خارج من أرباح السياسة ، موسكو تضخ السلاح عبر تاجر المعدات “فيكتور بوت “بما فيها صواريخ بحرية فائقة الدقة ،لا تسلمها بإسمها ولكنها تمرر الصفقات من تحت قبة الكرملين، وبرضى القيادة العليا ، لتوجيه رسائل للغرب تتصل بأوكرانيا.

كل المهام التي ينهض بها الحوثي تُجيَّر نتائجها لحساب صراعات إقليمية دولية الحوثي فيها منصة وهراوة بيد الأجنبي ،يدير لصالحهم حروب الوكالة مدفوعة الثمن.

الحوثي تحت أعين عواصم القرار الدولي الآن ، تراقب قدراته التسليحية ،ترصد مخزونه وتدفق الأسلحة ، تعرف متى يتجاوز السقف الممكن إحتماله ومتى يتخطى الضوء الأحمر، ويصبح خطراً مميتاً يهدد مصالح الدول، ونعتقد إن قصفه ب U-2 عابرة القارات خارقة للكهوف والملاجئ، رسالة بالغة الدلالة ، مفادها قف لقد تجاوزات مسموحات البقاء ، وتتفرع الرسالة من الحوثي إلى إيران : نستطيع أن ندمر مخزوناتكم الصاروخية وعتادكم المحصن الماتحت أرضي.

الحوثي تضخم بصمت الغرب وعزز ترسانته تحت نظرها، وهي الآن تعيد الحسابات بإدراجه ضمن تسويات دولية ،يجري التوافق على رسم الخرائط بضرب النار ، حيث لا مليشيات تغتصب الدول ، ولا مصالح خارج التوافق الدولي على نظام أمني سياسي إقليمي، يقوم على تبادل المصالح ،وتجفيف مليشيات الطوائف ودرء الخطر.

مهما تضخمت قدرات الحوثي ، فلن يكون إلا النموذج الآخر لقوة حزب الله، التي تبخرت بأيام معدودة، واصبح الحزب ليس أكثر من جسم مبعثر مقطوع الرأس ، وبلا موارد تمكنه من تجميع شتاته وإعادة البناء.

لأن الأسباب من بيروت إلى صنعاء واحدة والتمويل واحد، فإن النتائج حتماً ستكون متطابقة:

يمن بلا حوثي ولبنان بلا حزب الله ، وإيران مجزوزة الأجنحة وبلا عمق في المنطقة.