آخر تحديث :الأحد-13 أكتوبر 2024-02:30ص

العبرة بعدد الأهداف وليس بعدد الصواريخ

الأربعاء - 02 أكتوبر 2024 - الساعة 02:13 ص

عادل الاحمدي
بقلم: عادل الاحمدي
- ارشيف الكاتب


لو أن إيران التزمت ما أسمته (الصبر الاستراتيجي) لاحتفظت لنفسها ببعض الهيبة المصطنعة عند بعض المؤملين فيها، أفضل من أن تطلق مئات من الصواريخ نزلت على إسرائيل كأنها مطر السحاب، لم تصب هدفا عسكريا ولم تقطف قادة عسكريين.

قال 400 صاروخ.. على من يضحكون.. العبرة ليست بعدد الصواريخ بل بعدد الأهداف المصابة والأضرار الناجمة والرؤوس المحصودة.

كان يكفي 20 صاروخا لمفاعل ديمونة وبعض المطارات الحربية الإسرائيلية.. لكن الهدف من القصف على ما يبدو هو حفظ ماء وجه الملالي بعد قطع وتصفية ذيلهم في لبنان وليس إلحاق الضرر بإسرائيل.

زفة الصواريخ الإيرانية تذكرنا بما حدث بعد الاغتيال الأمريكي لقاسم سليماني، حيث أمطرت طهران بعض القواعد الأمريكية بصواريخ لم تجرح مشاعر برميل فارغ. وقبلها أخطرت الأمريكان أنها سوف تقصف الأماكن الفلانية في الساعة الفلانية.

سيقول السفهاء من الناس أنت تكابر وأضرار القصف الإيراني على إسرائيل هائلة وماحلة ولكن الصهاينة لا يعترفون. ولا بأس من الرد عليهم بأن إسرائيل تحتاج لإظهار الأضرار إن وُجدت، وخصوصا في هذا التوقيت. مع هذا لا أستبعد أنهم قد ينجحون في جلب رد اسرائيلي عنيف في عمق إيران.

لم تنس طهران هذه المرة أن تقول قبل العاصفة الصاروخية إنها تأتي انتقاما لمقتل واحد اثنان ثلاثة أربعة.. وكأنها تلقي عن كاهلها عبء الملامة الذي كاد قصم ذلك الكاهل المثقل بأوزار ليس لها حصر.

لو أن طهران استمرت في الخطاب البرجماتي الذي انتهجته عقب مصرع حسن نصر الله لكن ذلك دليلا على انقلاب إيجابي محيّر في السياسة الإيرانية، لكنها نسفت ذلك الخطاب ب400 صاروخ، بعد يومين فقط، ما يشي بتخبط كبير في نظام استمتع لعقود في إيقاع سياجات عربية في وحل التخبط.

فليذوقوا من الكأس الذي سقوه لنا، وهاهم ينكشفون أعرى من فضيحة، وأي محاولة يقومون بها لترقيع ثوبهم المهلهل أو للتخفيف من خسائرهم، تصبح خسارة جديدة تحتاج لترقيع جديد ...