آخر تحديث :السبت-15 يونيو 2024-11:45م

وحدة الحرب غير قابلة للحياة ..?!

الخميس - 23 مايو 2024 - الساعة 05:14 م

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


الرئيس العليمي يحسن صنعا في خطاب حصيف القى بظلاله على كافة آفياء الوطن الجريح والمثقل بالدم وتبعات حرب نحت لها اسم مقدس ليكتب على اليمنين ان يتجرعوا ويلاتها الى اليوم .انها حرب الوحدة 94م .
لخص فخامته في كلمته بالامس اهم عناصر الصراع السلطة ،والثروة ،ومراكز الحكم المقدس ،متعهدا بانهاء الصراع حولها .
ثمة حقيقة ان 22 مايو منجز يواجه امتحان صعب لدى جزء من الوطن يرى انه قدم دولة وثروة واختصر مراحل الزمن ،ليواجه النكران لحقوقه وتاريخه ،وتصادر ارادته ،
وبالتالي تخلى عن حالة الاحتفاء بالمناسبة ،منذ سنوات تراكمت معها المطالب وتعاضمت الاستحقاقات لتصل لفك الارتباط واستعادة الدولة الاساس في تحقيق المشروع الذي توقف عند نقطة الانتقال الى مشروع الدولة ،
وفي المقابل يحتفى الجزء الثاني بحماس زائد نحو ذلك الهدف الذي تحقق في غفلة من التاريخ ،
ويرون ان نموذجهم كان الافضل قياسا بما تلاه متجاهلين ، اصحاب الشراكة في تحقيقه الذين لهم موقف من عدم بلغوغه اهدافه في التحول الى دولة منشودة ،بل وينظرون لما تم مجرد اختطاف يحتاج اعادة نظر ،وعلى ذلكم الاساس نشأت القضية الجنوبية ،وحضيت بتاييد وجسدها الرئيس العليمي ،حينما اعتبرها من مرتكزات الوحدة ..
المتحمسون بدون وعي اصحاب تعميد الوحدة بالدم -لتبرير الحرب العبثية ،التي شنها نظام المركز الطائفي والقبلي لتخريب مشروع الوحدة واعاقة التحول لذلك المشروع العظيم الى دولة ،تخرج اليمنين جميعا من دوامة الصراعات ودائرة التخندق حول مشاريع صغيرة - يتحملون
فشل مشروع الوحدة بالدم الذي قادنا الى حروب متناسلة مازانا نعيش ويلاتها ،
من المؤكد ان وحدة الحرب ، لم تعد باقية بفعل الرفض لها والناس تبحث عن صيغة جديدة للوحدة تكون بترجمة الوحدة الى مشروع دولة مدنية حديثة ،اساسها البنى المؤسساتية، والمواطنة المتساوية وحقوق الانسان ،
ولعل فخامة الرئيس العليمي قد ترجم ذلك بالامس في كلمته التي طرح فيها محدادات واضحة لمشروع الوحدة في الالتزام بشراكة واسعة في والسلطة والثروة ،وانهاء مركز الحكم المقدسة ..
وعد الرئيس العليمي التحولات التي اعقبت 94م وصولا لمواجهة الانقلاب الحوثي تصب في اتجاه تصحيح مسار الوحدة .
والثابت ان الوحدة ام تتحول الى مشروع وطني لدولة مدنية حديثة ،تتحقق في الشراكة الوطنية للسلطة والثروة وتذوب فيها مراكز الحكم التقليدية .
خطاب الرئيس كان متوازنا وملبيا لطموحات الجميع ،يجمع ولايفرق بعيدا عن الشطط والزيف ،ومحققا للرؤية التصالحية .
وفيه اقرار ان الوحدة بنموذجها القديم لم تعد صالحة ،وعلينا البحث عن صيغة جديدة ،
تنقل المشروع العليل الى مشروع وطني تترجم فيه آمال الجميع وتنبثق عنه دولة مدنية حديثة ..