آخر تحديث :السبت-15 يونيو 2024-11:45م

الانفصال والانفصالي الفعلي

الخميس - 23 مايو 2024 - الساعة 05:10 م

عبدالله فرحان
بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب


صحيح بان بعض المحافظات الجنوبية شهدت منذ عام 2007 وحتى اليوم منتصف 2024 حراك وضجيج مطلبي وتبدو في نبراته من حين الى اخر دعوات لفك الارتباط وتوجه نحو لانفصال التشطيري ومصحوبة برفع علم الانفصال فوق بعض المقرات الحكومية ..
ولكن كل ذاك الحراك الانفصالي التشطيري ظل كنوع من التنظير اقرب الى المطلبي من التنفيذ الفعلي .. فعدن مازالت عمليا عاصمة لليمن ودوائرها ومؤسساتها تستوعب اليمن شمالا وجنوبا بقراراتها ومسؤليها وخططها وموازناتها وايراداتها و... كعاصمة وحدوية لليمن رغم ضجيجها الانفصالي ..

بالمقابل لذاك الضجيج التنظيري الذي تشهده العاصمة المؤقته عدن ففي عاصمة اليمن الرئيسية الأم صنعاء المدعية كذبا استماتتها في سبيل الوحده .. نجدها وبكل اسف هي ذاتها وبالمسؤلين المختطفين لها دعاة الوحده زورا . قد تحولوا وبشكل عملي الى مشروع انفصالي تشطيري يقسم اليمن وبقوة السلاح وبالحديد والنار الى شطرين متعاديين .. فقيادات صنعاء هي من رسمت بحقول الالغام وبقناصة الموت حدود جغرافية جديدة لتشطير وتمزيق اليمن ..

صنعاء وسلطات صنعاء لم تكتفي بالانقلاب على الدولة اليمنية الجامعة وحسب بل ذهبت الى اعلان انفصال سياسي وعسكري واقتصادي وثقافي ومجتمعي وعقائدي وعرفي وقبلي بقرارات عملية على الارض رسمت الحدود واغلقت الطرقات . استبدلت الجيش واصدرت عملة نقدية جديدة . حرفت المناهج التعليمية واستبدلتها من مناهج وطنية يمنية وحدوية الى سلالية مذهبية ..
فرضت هوية ثقافية جديدة مغايره للثقافة اليمنية ..
شردت الاسر والعشائر ومزقت القبائل وانقلبت على كافة المؤسسات والمواثيق والعقود الدستورية ..

ففي صنعاء رئيس وسلطة سلالية مذهبية منقلبة على كل اليمن ..
وفي صنعاء حكومة انفصالية تشطيرية .
وفي صنعاء جيش سلالي لا وطني .
وفي صنعاء وصاية السيد بديل لدستور الجمهورية اليمنية الوحدوية ..
وفي صنعاء مبتعث ايراني يجعل من صنعاء جارية مملوكة لطهران ..

وهنا نعود لؤكد بان خلاصة الخلاصة للانفصال الفعلي وبكل مقوماته هي صنعاء وليست عدن ذات الضجيج التنظيري ..
ففي صنعاء حقيقة دون جدال انفصال فعلي سبق له وان تكرس وبقوة السلاح فعليا وبقرارات تنفيذية منذ 10 سنوات وهاهو اليوم يتجذر لتتشبث عروقه بقواعد الانفصال كخيار مصيري لا رجعت فيه.. !!

المؤسف والمؤسف جدا وبغمزة اخيرة باننا نشاهد اليوم في جسد الدولة الوحدوية الشرعية ذاته هواجس انفصالية لدى بعض من توابع صنعاء في اطار قيادة الدولة الشرعية الوحدوية لتبدو بعض من القيادات هنا وهناك من حين الى اخر بانها هي الاخرى تسير على منوال سلطات صنعاء انفصالا مبطن تحاول فيه ان تتفرد بذاتها عن سلطات الدولة الوحدوية الشرعية او لتجعل من ذاتها ندا لقيادة الدولة الشرعية (رئيس مقابل رئيس ) وعلى طريقة الطبع الاناني غلب التطبع المؤسسي .. !!

.. عبدالله فرحان