مات جاري المظلوم الشاب "علي محمد معجب" قبل ايام وخيم حزن كبير على عائلته وجيرانه .
مات "علي" وذهب الى ربه الكريم تاركا خلفه اوجاع مبكية وقهر مزلزل وغصة مريرة وقصة شديدة الايلام ؛ عن شاب مهذب طيب وخدوم ؛كان طيلة ايام الحرب مرابطا في الحارة مثل بطل شعبي يسعف كل جريح بروح فدائية لاتهاب الرصاص الذي يتقارح بين قدميه من كل اتجاه. وظل يتبرع لهم بالدم ويتفقد احوالهم واحول اسرهم بكل تفان وسخاء على الرغم انه من بيت فقير او على قدر الحال .
ولكنه مات بصمت ؛ متاثرا بجراحه بعد ان ظل طريح الفراش عثير داخل المستشفى لاكثر من شهر ونص تقريبا. ولم يصاب في معارك استرداد الدولة التي شهدتها مدينة تعز ؛ بل مات متاثرا بوابل رصاص كتيبة المهام الخاصة التي نفذ افرادها الاشاوس اقتحام سافر لمنزله في حارة الجحملية قبل شهرين تقريبا ؛في مهمة مباغتة للبحث عن متهم هارب ؛ يسكن جوار بيت عائلة "معجب" ليدفع "علي" حياته بكل بساطة ثمنا لفوضى واستهتار افراد كتيبة المهام الذين داهموا منزله دون تهمة ومن دون اوامر قضائية تمنحهم حق اقتحام حرمات بيوت الناس .
مات علي بكل هذه الوحشية ولم تقتله الحرب يا الله ؛ بل قتلته كتيبة المهام الخاصة لاكثر من مرة في وقت واحد .
قتلته في المرة الاولي يا الله عندما نفذت مداهمتها الخاصة لمنزله بالخطاء ؛ وعندما افرغ افرادها رصاصهم في بطنه وهو آمن داخل بيته بينما كان متفاجئ يصيح فيهم فزعا : انا ايش عملت ؟
ولم يرد احد على سؤاله المستغيث يومها بل تركوا البنادق تتفاهم معه .
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الثانية عندما انتهى افرادها الاساوش من افراغ الرصاص في بطنه وغاردوا بيته منتصرين وهو جريح ودمه ينزف ملان الارض ولم يهتز لهم قلب .
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الثالثة يا الله عندما افرغ افراد المهمة الرصاص عليه بدم بارد ؛ امام والدته واخته المفزوعتين ؛ دون اي رحمة او ضمير ومن دون حتى ان يفكروا باسعافه .
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الرابعة عندما تركوه مصابا طريح في المستشفى لاكثر من شهر ونص بينما كانت حالته الصحية تتدهور في كل يوم اكثر من سابقه ؛ ولم يسارعوا في نقله للعلاج خارج البلد رغم توصيات الاطباء بسرعة انقاذ حياته؛ لكنهم لم يكترثوا لذلك ولم يأسفوا على فعلتهم وكانهم قتلوا جرو في مهمة خاطئة لاوزر لهم فيها !
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الخامسة وهي تتحفظ على جثته الان داخل ثلاجة الموتى تحت مبرر تشريح الجثة لمعرفة اسباب وفاته !
ملاحظة :
كنت قد كتبت عن قصة علي قبل اكثر من شهر ونص يا الله ؛ تناولت الواقعة الاليمة يومها في منشور واضح ناشدت فيه عدالة ورأفة وضمير فخامة رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي ؛ ولعل صوتي لم يصل الى فخامته حينذاك .. ولا اعرف اذا ماكان صوتي سيصل اليه الان وقد فاضت روح علي الى بارئها ؛ بينما لايزال والديه المكلومين في حالة صدمة كبيرة يقتاتون مرارة الفقد وهم ميتين من الحزن على ولدهم البريء بصمت ويأملون من رئيس البلاد رجل الامن والقانون المواساة والانصاف .
الله يرحمك ياعلي محمد معجب ويعصم قلب والديك بالصبر ؛ ويعين فخامة الرئيس لرفع الضيم عن اسرة يمنية بسيطة مالها غير الله وعدالة الدولة المنشودة .