يعيش المواطن البسيط في المناطق المحررة، وعلى رأسها العاصمة عدن، كارثة معيشية خانقة، وسط صمت مطبق من الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي الغارقين في نعيم التكييفات والمولدات داخل أسوار معاشيق، بينما الشعب يُحترق تحت شمس يوليو الملتهبة وينهار مع كل قفزة جنونية للأسعار.
العملة الوطنية تتهاوى بوتيرة مرعبة دون أن يرفّ للحكومة جفن، ووسط غياب أي حلول اقتصادية حقيقية أو إجراءات حمائية، فرض التجار أمراً واقعاً جديداً بالتعامل الحصري بالعملات الصعبة، فكانت النتيجة انفجارًا للأسعار لم يشهد له اليمن مثيلًا.
جنون الأسعار في الأسواق:
بسكويت آيس كريم: من 900 إلى 1600 ريال
مياه "شملان": من 500 إلى 800 ريال
إندومي: من 500 إلى 800 ريال
زبادي صغير: من 500 إلى 900 ريال
فاصوليا: من 1200 إلى 1700 ريال
حفائض أطفال "بيبي جوي": من 16000 إلى 22000 ريال.
وبينما الأسعار تحلق، الأجور تهوي. المدرس اليمني الذي كان يتقاضى في ديسمبر 2014 ما يعادل 1347 ريال سعودي (354 دولار)، لم يعد يحصل اليوم إلا على 125 ريال سعودي فقط (32.88 دولار) إن وجد راتبه أصلًا، ليسقط عن كل خطوط الفقر الممكنة.
مأساة الكهرباء لا تقل قسوة، إذ تصل ساعات الانقطاع إلى أكثر من 18 ساعة يوميًا في عدن، فيما الحكومة تعيش حالة إنفصام مطبقة عن الواقع داخل قصر معاشيق، تحت حماية سعودية وتغذية كهربائية دائمة.