شنت المقاتلات الإسرائيلية هجومًا استهدف ما زُعم أنه أكبر موقع لإنتاج مكونات الصواريخ الدقيقة التابعة لحزب الله في منطقة جنطا بالبقاع اللبناني، وهو هجوم ترى إسرائيل أنه يشكل "ضربة استراتيجية" لقدرات حزب الله.
ورغم وقوع الهجوم يوم الثلاثاء، أي قبل سريان وقف إطلاق النار، إلا أن وسائل الإعلام العبرية لم تحصل على الإذن بنشر تفاصيله إلا مساء الأربعاء.
ووفقًا للقناة 14 الإسرائيلية، كان الهدف تحت الأرض ويمتد على طول حوالي 1.4 كيلومتر، ويحتوي الموقع على صواريخ أرض-أرض وأسلحة مختلفة، وُصفت بأنها تمثل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.
ونُفذ الهجوم بواسطة مقاتلات إسرائيلية وبتوجيه الاستخبارات العسكرية، ووُصف الهدف بأنه الموقع الأهم في إنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله.
ويقع المصنع ضمن مجمع تحت الأرض بالقرب من الحدود السورية، ويُعتبر نقطة محورية لتهريب آلاف قطع الأسلحة والمعدات من سوريا إلى لبنان؛ ويُعتقد أن الموقع خُصص لتطوير وإنتاج صواريخ دقيقة وأسلحة متطورة بدعم إيراني.
وتضمن الهجوم سلسلة من الضربات التمهيدية التي استهدفت الدفاعات الجوية والبنية التحتية السطحية للموقع، وكانت هذه العمليات تهدف إلى تمهيد الطريق للهجوم الرئيسي وضمان تحقيق الهدف بكفاءة.
وأفادت التقارير بأن الموقع كان يستخدم لتدريب عناصر وحدة الرضوان، وهي القوة النخبوية التابعة لحزب الله، وكان التدريب جزءًا من خطة "غزو الجليل"، وهي سيناريو مفترض يشمل عمليات هجومية داخل الأراضي الإسرائيلية.
وعلى مدار العقد الماضي، عمل حزب الله، بدعم إيراني، على بناء قدراته الإنتاجية داخل لبنان كبديل لمحاولات تهريب الصواريخ التي أحبطتها إسرائيل، وتم إنشاء العديد من مواقع الإنتاج والتحويل في أنحاء البلاد، وكان هذا الموقع في جنطا الأهم بينها.
وتُشير التقارير إلى أن الموقع أُنجز بالتعاون بين عناصر من حزب الله وخبراء إيرانيين، مما يعكس مستوى التنسيق العالي بين الطرفين في بناء القدرة العسكرية لحزب الله.
وتعتبر إسرائيل أن هذا الهجوم يمثل ضربة استراتيجية لقدرات حزب الله على إنتاج الصواريخ والأسلحة المتطورة.
وأوضحت القناة الإسرائيلية أن تنفيذ الهجوم جاء بعد سنوات من جمع معلومات استخباراتية دقيقة، مشيرة إلى أن قدرة حزب الله على إنتاج الأسلحة تعرضت لضرر كبير خلال الأشهر الأخيرة.
المصدر/ رويترز