الجارديان البريطانية في متابعتها تطورات الوضع في الجنوب ،لم تستبعد مضي اليمن نحو العودة ثانية إلى وضع الدولتين.
القوات السعودية تنسحب من عدة مواقع في توقيت لافت وإن حمل يافطة إعادة التموضع.
إعتصامات تشمل كل المناطق الجنوبية المحررة ، تبعث برسالة للإنتقالي ،تحثه على التقاط هذه اللحظة المصيرية وإعلان ماسمته بالإستقلال الثاني.
تشنج حقيقي واستنفار بين قوات الإصلاح المتاخمة للجنوب، والتحفز لخوض جولة نزال عسكري ، مستحضرة غزو 94.
هذه رؤوس أقلام لحراك يختلط فيه السياسي والعسكري ، تربك المشهد وتضع الجميع في حالة عدم يقين بماهية الخطوة التالية ، لا الإنتقالي أعلن طي صفحة الشراكة رسمياً ،والإنفراد بحكم الجنوب ، ولا الإقليم وجه رسالة علنية حاسمة ، يرسم فيها الخطوط الحمراء ومنها فك الإرتباط ، أو على الأقل لم يبح الاقليم بالتصدي لخطوة كتلك بالقوة.
عواصم القرار الأوروبي والدولي حسب الجارديان تجري مشاورات مكثفة مع قيادة المجلس الإنتقالي، لاستشراف أبعاد مايحدث وإلى ما عليه أن يفضي : هل لتحسين شروط الشراكة ، والإقرار بالحجم العسكري الجديد للقوة المنتصرة في مواجهات المناطق الشرقية ، أم أن الجنوب يمضي بخطى حثيثة وواضحة نحو استعادة دولة ماقبل الوحدة.
الحقيقة المزاج العام الجنوبي في غالبيته، مع تتويج هذ التقدم والاختراق العسكري، بإعلان ما عمل من أجله المجلس طوال اكثر من عقد ، نضالاً سلمياً ومواجهات مسلحة ، مستثمراً الضغط الشعبي والاعتصامات المفتوحة ، بما هي عليه من استفتاء غير رسمي ورسائل ضغط مرسلة إلى دوائر الإقليم.
نحن أمام سيناريوهات ثلاثة:
* تحسين مركز الإنتقالي واعادة تقاسم حصص الحكومة وفقط معطيات الميدان العسكري.
* الدخول بدورة حرب لاتشبه هذه المرة سابقاتها ، باصطفافاتها والقوى التي ستجمد خلافاتها ،وتعيد تحالفاتها العسكرية بمافي ذلك الحوثي، الذي يدير حواراً غير معلن مع الإصلاح ،ويتحفز أن يكون بثقله الطرف الشريك في غزو الجنوب.
* السيناريو الأخير اعلان الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة ، وهو قرار مشروط بضوء أخضر إقليمي دولي ، مالم سيجد الإنتقالي نفسه في حالة حرب مافوق محلية ، يواجه الداخل والخارج معاً.
يبدو تأخير الإنتقالي الإفصاح عن النقلة التالية، تحيلنا إلى حوارات مكثفة مع الجوار وعواصم القرار ، يدرس خلالها حسابات تلك الدول ، وما إذا كانت حاجتها لكيان مستقر يحمي مصالح النفطية جنوباً ، وحده يكفي ، أم أن إعلان الإستقلال من طرف واحد قفزة لها مابعدها.