السعودية تشتري صواريخ “ثاد” الإمريكية ب 15 مليار دولار.
تم الموافقة على الصفقة إمريكياً ،مايهم هو التوقيت في ظل حراك عاصف تشهده المنطقة، وفي ظل سيناريوهات ستجد المملكة نفسها مرغمة في حالة تداخل معها وإنخراط بها ، حيث أمامها خياران: الشراكة المعلنة للدفاع عن مصالحها وحينها ستُضرب من قبل الحوثي ، أو عدم الإنخراط وهنا ايضاً ستضرب من ذات الجهة، إنتقاماً لإيران وتلبية لدعوتها باستهداف المصالح الإقتصادية لواشنطن.
السعودية تعزز ترسانتها العسكرية تحسباً للأسوأ ، وهذا الأسوأ يطرق أبوابها بقوة على الرغم من محاولة إظهار الحياد ، وإعتماد دبلوماسية اللغتين ،لغة مع عدم إندلاع الحرب الإقليمية ، ولغة أِخرى تستعجل تخليص المنطقة من نفوذ إيران ، وإن بقاء جارها الجنوبي شوكة إيرانية في خاصرتها هو خطر إستراتيجي طويل المدى ، يمكن تسكينه لبعض الوقت بالحوافز ،ولكنه سيظل في حالة تحفز ،بإنتظار تعليمات مرشده الأعلى وحرسه الثوري وعلى الضد من مصالح اليمن .
موافقة واشنطن على صفقة “ثاد” للسعودية ،هو مسعى ينسجم مع الجهد الإسرائيلي لخلق جبهة شرق أوسطية موحدة، هي -إسرائيل-رأس رمحها وقائدة فيالق المواجهة ، هدفها منطقة لا تجد تل أبيب نفسها معزولة فيها ، وتتداخل مع تفاصيل سياسات جغرافية حاكمة من موقع الثروة وكارتيلات المصالح الدولية.
السعودية تعمل على مسارين شراء الوقت ببيع وهم السلام مع الحوثي ، لإكمال تجهيزاتها والإستعداد لمواجهة فاصلة عنوانها : إيران العدو الأول، وإن كان ثمن إحتواء هذا الخطر الإيراني، التطبيع مع إسرائيل والتضحية بالحل العادل للقضية الفلسطينية، أو في أحسن التقديرات رفع شعار الدولتين بلا جدية أو تزمين أو إلتزامات ضابطة ، لتسكين ردود فعل الداخل .
تدرك الرياض إن ماقبل ضرب حزب الله وتدمير مقدرات حماس حد الإبادة ليس كما قبلهما ، وإن الجولة القادمة تؤشر بسهم بوصلتها نحو اليمن ، وهو -اليمن - في حسابات الموقع وحجم الضرر يفوق لبنان الضاحية وحماس غزة ، حيث هناك حوامل الدعاية الإيرانية التعبوية لكسب الأنصار حول فلسطين والقدس ، في ما المعركة الحقيقية لإيران تكمن قوتها في اليمن المطل على مواقع إنتاج وتصدير الثروات ، والمشرف على ممرات التجارة الدولية وإقتصاديات الطاقة.
لا مجال للتكهن والبحث عن موجبات المواجهة مع إيران في اليمن، من عدمها ، فالمواجهة قادمة ومابقي هو المضي بتدمير قدرات الحوثي، ومن ثمة تحديد ساعة صفر المعركة ،وبشراكة سعودية خليجية معلنة أو داعمة من خلف الأبواب الموصدة ، معركة ببنك أهداف واحد :
قص ذراع إيران عبر الحسم.