آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-11:57ص

حشاشون العصر… مسوخ بهيئة بشر!

الإثنين - 22 أبريل 2024 - الساعة 12:16 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


تُستخدم الأسمدة الزراعية لرفع قدرة التربة للحفاظ على الماء والعناصر المعدنية، وتحسين وتعزيز نمو المحاصيل ورفع إنتاجيتها، بينما تُستعمل المبيدات الزراعية في حماية تلك المحاصيل من الحشرات والفطريات والآفات المتعددة الأخرى؛ ولكن في الوقت الذي تكون فيه الأجهزة الرقابية والتنظيمية تحت نفوذ الكهنوتية، وعندما تتحكم السلالية وقفازاتها القذرة بالأجهزة الإدارية الإشرافية، فإن الأسمدة والمبيدات الممنوعة يزداد تهريبها ويكثر توزيعها عبر شبكاتهم المنظمة، وتتغير استخدامات تلك المواد المساعدة إلى القضاء على أبناء الأرض بدلاً من الحشرات الدخيلة المارقة، وتعمل على تخفيف الكثافة السكانية واضمحلالها وهلاكها عوضاً عن تناميها.

من المعلوم أن كل عمليات سلاسل التوريد والإمداد ابتداءً من الطلب والتصنيع والشراء إلى الشحن والتهريب، والتخزين بالمستودعات والتوزيع في الأسواق، وانتهاءً بالوصول إلى أيدي المزارعين البسطاء، تتم عبر المسوخ البشرية من الجماعة الكهنوتية وقفازاتها القذرة. أولئك المسوخ البشرية ممن تضع العمامة على رأسها، وتحرك حبات (خرز) السبحة بأيديها، وتغمغم بكلمات مبعثرة بفمها، هي من تفتك بأرواح أبناء الشعب وتتلف وتدمر الأرض!. علماً أن "المسخ" هو أن يصير الإنسان متخلقاً بخلق ذميم من أخلاق بعض الحيوانات أو منزوع من السمات الإنسانية كـ الجماد. وعلى الرغم من أن أحد سياقات مفردة "المسخ" تعني من خُسف بهم وليس لهم نسل؛ إلا أن بعض علامات المسوخ البشرية بأرض اليمن هو تكاثر إعدادها بشكل أُسي، إضافة إلى ظهور واختفى الألقاب ما بين الفينة والأخرى!.

أولئك المسوخ التي بهيئة بشر، تتلذذ بموت أبناء الأرض، وتنعم بقتلهم، وتتعافى بأمراضهم، وتستقر بتشريدهم، وتفطن بتجهيلهم، وتغنى بإفقارهم، وتترف بجوعهم، وتعلو بانتهاك كرامتهم، وتستريح بمصادرة حقوقهم، ولو استطاعت على إبادة الأحرار من أبناء الأرض لما ترددت لحظة واحدة؛ ولا تتعايش إلا مع العكفة من عبيدهم التي تحرث بهم الأرض وتبطش بأيديهم، ولا تنسجم إلا مع ثلة من "دويداريها" للتسلَي بهم!.

بناءً على بعض الإحصائيات المتداولة مما طفا على السطح عن الأسمدة والمبيدات السامة الخطيرة، فإن إجمالي كميات المبيدات الممنوعة تجاوزت في سنة ٢٠١٦ م قرابة الـ ٤٠٠ طن، وتعدت الـ ٢٤ طناً في سنة ٢٠١٧م، ومؤخراً تم تحريز (٩٢٤٦٤ لترا/ كجم | في صنعاء، وذمار ، وصعدة فقط)!. تلك المواد الخطيرة السامة تُهرب عبر شبكة كبار تجار الكهنة السلالية وقفازاتها، ويُفسح لها وتوزع عبر منافذ بيع التجار الصغار تحت مناطق سيطرتهم، وتستلم الجماعة كافة مردوداتها المالية وجباياتها منهم، وبعد ذلك توعز بضبط وتحريز بعض تلك المواد السامة من التجار الصغار التي لا تربطهم بهم علاقة متينة، وليسوا ضمن شبكتهم المنظمة!.

ووفقاً لبعض التقارير المتداولة فإن عدد الإصابات بالأورام المقتصرة على من سجلوا فقط في مراكز الأورام وصلت بنهاية العام ٢٠٢٢م إلى (٤٣٧٣٥ حالة | في اب ، وتعز، وذمار ، والحديدة فقط)، وعدد الوفيات سنوياً يتراوح ما بين ١٢ ألفاً إلى ١٥ ألف حالة بسبب الأورام!. والتساؤلات هنا، كم حجم كميات المبيدات الممنوعة المهربة المتوفرة لدى كبار تجار الجماعة الكهنوتية السلالية وقفازاتها، وهل تحتاج إلى أكثر من تلك الكميات لإبادة شعب؟!، وإذا كانت تلك عدد الحالات المصابة والمتوفية سنوياً، فما هو التوصيف الأدق لذلك "إبادة مبيدات جماعية، أو مجزرة مبيدات جماعية"؟!.

من الجلي بأن تلك المسوخ البشرية لا تعاني مما يعانيه المواطنون تحت سيطرتها، ويبدو أنها لا تأكل مما يأكله أبناء الشعب من خضروات مسمدة بمواد خطيرة، ولا تتناول مما يتناوله البسطاء من فواكه ملوثة، ولا تمضغ الشجرة الممتلئة بالمبيدات السامة مما يمضغه العامة!. كما يبدو أن مزارع وشركات ومؤسسات الدولة الزراعية المتعددة تحت مناطق سيطرتهم، أصبحت تزرع فقط للكهنة السلالية وقفازاتها، وتزودهم بالخضروات والفواكه العضوية الطبيعية، وبالشجرة المخصصة المزروعة في تربة خالية من الأسمدة السامة والبعيدة عن المبيدات المميتة، وما نقص تتم تغطيته بالفواكه المستوردة، وما مُرَ طعمه يضع ليتشرب العسل الصافي ليحلو مذاقه؛ بينما أبناء الشعب يموتون من أورام المبيدات القاتلة والأسمدة السامة، ومن الفاقة والفقر والجوع!.

وكما أصبح معروفاً لدى الجميع، ما أن يتم الإمساك واحتجاز إحدى الشاحنات المحملة بالمبيدات السامة عن طريق المصادفة من مئات الشاحنات الأخرى التي مرت، إلا ويتم إطلاقها وتسريح حمولتها، وما أن يقوم بعض أبناء الأرض من التابعين للجهات الإدارية المختصة بالضبط، إلا وتتدخل الهيئات الكهنوتية والهياكل الإدارية السلالية وقفازاتها، وتعمل على إخفاء نوع ومصدر الأسمدة والمبيدات!.

اخيراً، تورد إحدى السرديات بأن تسمية "الحشاشين" أتت من أنهم كانوا يزودون أفراد جيشهم بمادة القنب الهندي -الحشيش-، لتعاطيهم قبيل تنفيذ أي عمليات حتى لا يتراجعوا عنها؛ وحشاشون هذا العصر من المسوخ تجاوزوا تزويد أفراد جيشهم من العكفة في الجبهات بالمواد المخدرة، وصولاً لتسميم الرهائن من أبناء الأرض ممن تحت سيطرتهم عبر تسميم التربة، وتلويث البيئة، وحقن الأشجار، وتدمير الصحة، وتهريب الأسمدة والمبيدات المسرطنة، وكذلك تهريب أدوية علاج الأورام الفاسدة!. افحصوا عينات عشوائية مما يتناوله أبناء الشعب في مناطق سيطرتهم، وعاينوا ما تشربته الأشجار التي تمضغ، وستجدون سموماً فتاكة في أمعائكم، وموت زعاف في باطن خدودكم!. اختبروا عينات مما يوزع من تموينات تٌأكل وتُشرب، ومن الشجرة التي تُمضغ ومادة التبغ التي توضع تحت اللسان، والتي يزودون بها عكفتهم وقفازاتهم في الجبهات، والتي ترسل كذلك لبعض خطبائهم في منابر دور العبادة ممن يلوكون الحروف بأفواههم ويهلوسون بألسنتهم؛ وستجدون أنها نفس منهجية الحشاشين وأقبح؛ ولكن بمواد عصرية حديثة، إنهم حشاشون العصر ومسوخ بهيئة بشر!.