آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-11:46ص

ماذا لو وقع العرب معاهدات دفاع مع موسكو؟!

الأربعاء - 13 ديسمبر 2023 - الساعة 03:57 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


عندما يلقي نائب مندوب روسيا الدائم في مجلس الامن كلمة بلاده باللغة العربية لاول مرة في مرحلة مفصلية يشهدها العالم في حين تعيش المنطقة على صفيح ساخن ،علينا ان نتوقف مليا لقراءة المشهد بابعاده المختلفة .
الحدث يكتسب اهمية بالغة اذا ما اخذنا التوقيت الذي جاء في سياقه لاسيما انه جاء فور زيارة مهمة للخليج العربي قام بها الرئيس بوتن بموكب غير مسبوق حمل رسائل للعرب والعالم .
ليس اقلها ان ماتقوم به روسيا ياتي في سياق الاستعداد لمغادرة عصر القطبية الاحادية وانتهاء الهيمنة الامريكية وما رافقها من احالة منظمة الامم المتحد الى منظمة تابعة لواشنطن ،وصياغة العالم وفق سياسة الفوضى ونشر الحروب ،
روسيا تعود الى منطقة الوطن العربي ،اذا ما اخذنا بقية المعطيات الاخرى ،وما الخطاب الا بمثابة اعلان ،يعد حدثا مهما ،اذا ما قراناه في سياقه ،فروسيا تقول للعرب نحن حلفاءكم الاقوياء تعالوا لنتعاون ونكون معا لاعادة رسم الخارطة الجديدة للعالم تكونوا شركاء في صناعة وقيادة المستقبل .
هذا ماتقوله روسيا في زيارة بوتن وخطابها في الامم المتحدة ،غير انه يحمل رسائل تطمين ودعم للعرب والعالم الثالث .
روسيا تقول نحن هنا ندعم الشعوب المقهورة لنيل استقلالها ،فهل لكم في التعاون ?! 
روسيا تخاطب العالم في سلسة رسائل مهمة من خلال موقفها في مجلس الامن او المعركة السياسية التي تخوضها ضد واشنطن والغرب لكشف جرائمهم في حق الشعوب .
روسيا تقول ان الولايات المتحدة الامريكية فشلت في قيادة العالم وفي الحفاظ على الامن والسلم الدولين وتقليص مساحة الحروب ونهب ثروات الشعوب ،وآن الوقت لازاحتها من القيادة ..
 واشنطن هزمت في اكثر من محور وخرحت تجر اذيال الخيبة من افغانستان والعراق ،وتحضر في سوريا ،وتستعد للخروج من غزة مثقلة بالهزائم الاخلاقية وجرائم الحرب الغير مسبوقة ،والملفات تنتظرها على اكثر من صعيد ..
روسيا تخاطب العرب في اكثر من مناسبة ;امريكا لم تعد بالشريك الموثوق والدليل ماتشهده المنطقة العربية على وجه التحديد ،
 ازاء كل ذلك ماذا لو طور العرب علاقاتهم مع روسيا ،ووقعت عدد من الدول العربية معاهدات دفاع مشترك معها ،وماذا لو توجهت الاستثمارات العربية شرقا نحو موسكو ،وزاد حجم التبادل التجاري معها ،فهي خير ناصر لقضايا الشعوب .