آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-05:43م

فيروسات الحروب تواجه فيروس كورونا بالمدفعية والرشاش

الثلاثاء - 12 مايو 2020 - الساعة 08:45 ص

عبدالله فرحان
بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب


في اي بلد كان تسارع السلطة الشرعية الحاكمة الى اعلان وقف القتال من طرفها كسلطة مسؤلة فور الاعلان رسميا عن تفشي امراض قاتلة وظهور حالات وباء العدوى في اوساط مجتمعاتها وتسخر كل مواردها المالية واللوجستية لدعم قطاعها الصحي لمواجهة مخاطر الوباء وتستشعر مسؤلياتها الوطنية تجاه شعبها لتتيح المناخ الآمن لتدخل الطواقم الصحية المحلية والمنظمات الدولية وبما فيها الصليب الاحمر والفرق التابعة للامم المتحدة لمواجهة الوباء وتقديم الخدمات الاسعافية والعلاجية .

بل وتبذل كل الجهود لتأمين وصول الاغاثة الصحية الى كل المناطق المصابه بالوباء وبما فيها المناطق والمعسكرات المتمردة ضد السلطات الشرعية نفسها كون الجميع ابناء لهذا الوطن وفي اطار واجبات السلطة الشرعية .

وفي المقابل ايضا فان الواجب الانساني والوطني والديني يحتم على الاخر التزام التهدئة العسكرية والاستجابة لنداء الطوارئ الصحي وتسارع لتسخير كل الامكانات بهدف انقاذ البشرية من الهلاك .

في اليمن وبكل اسف اعلنت الحكومات الشرعية والانقلابية ومجلس الانتقالي عن افتقارهم المالي والمهني امام دعم المستشفيات والقطاع الصحي ولكنهم جميعا سارعوا نحو تقديم الدعم الكبير للتحشيد العسكري بمحاولة متوحشة لانتهاز فرصة انشغال دول العالم ككل بحالات طوارئ مواجهة كورونا كجائحة عالمية فذهب كل طرف لاعداد عدته العسكرية والزحف نحو الحروب والمواجهات المسلحة ضد الاخر .

فبالتزامن مع اعلان العاصمة عدن كمدينة منكوبة واعلان محافظات الجمهورية عن الافتقار لابسط التجهيزات الاسعافية في المستشفيات المخصصة لحالات الاصابة بفيروس كورونا ..
احتشدت مدفعيات فيروسات الحروب لخوض معارك تجعل من اوساط ومحيط مدينة عدن ساحة لها فتقتل بمدفعياتها من لم تقتله فيروسات كورونا والمكرفس الطاعون الرئوي دون وضع اي اعتبار يذكر لنداء الاستجابة الانسانية .

وفي الاتجاه الاخر ذهبت فيروسات الانقلاب الحوثي بمدفعياتها لشن حروب ومواجهات في البيضاء ومارب والجوف في ظل تزايد مخاطر انتشار كورونا في مناطق سيطرتها .
ومع علم جميع اطراف فيروسات الاقتتال بان المستشفيات لن تتسع لجرحى الحرب وعلى حساب الموت المحقق باصابات كورونا .

ومع ادراك الجميع ايضا بان الفرق الطبية الدولية لن تتمكن من تنفيذ برامجها الاسعافية لمواجهة وباء كورونا في ظل احتدام المعارك المسلحة .
وفي الاخير يبقى امام كل مواطن يمني ان يصدر حكمه العادل على انسانية ووطنية قيادات الصراع جميعهم . وليعلم علم اليقين بان جميع القيادات التي تدير الصراع لا تمثل الوطن والمواطن ..

.. عبدالله فرحان