آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-11:23ص

"شعرك قصير" (قصة قصيرة)

الأحد - 05 مايو 2024 - الساعة 01:51 ص

صالح ابوعوذل
بقلم: صالح ابوعوذل
- ارشيف الكاتب


منتصف أغسطس العام 2013م، كان صيف العاصمة حارا جدا، مجموعة من الأصدقاء والزملاء، خرجنا في "إجازة الأسبوع"، وكما جرت العادة، نذهب عصراً إلى جولدمور ، نشرب الشاهي الذي يأتي به الأستاذ "عارف ناجي علي"، وقبيل آذان المغرب نتحرك باتجاه عدن (كريتر)، ونصلي صلاة المغرب في مسجد "مجمع عدن مول التجاري"، ثم نذهب إلى الكافية ونقضي بعض الوقت هناك، نلتقي أصدقاء وزملاء أخرين.
في ذلك اليوم، كنا نسير في وسط المول، يومها تلقى الزميل " فتحي بن لزرق"، اتصالاً من أبين، يفيد بوقوع هجوم إرهابي لتنظيم القاعدة، انحرف حسين صالح الحنشي وعارف ناجي صوب محل بيع ملابس، يبحث عن جاكيت، فيما واصلت أنا السير صوب الكافية، وفتحي ذهب صوب مقهى إنترنت في داخل المول يكتب لنشر الخبر.
في الكافية، أخذت مكاني بالقرب من شاب "في الأربعينيات من عمره"، وبجواره فتاة "حسناء" تبدو في منتصف العشرينات.
"كان الأربيعيني يتحدث بصوت عالٍ"، إلى درجة ان كل من في الكافية، كان يستمع إليه وهو يستعرض على هاتفه "الحديث وقتها، سامسونج "جالاكسي إس 4"، رحلاته المكوكية في العديد من البلدان العربية.
ولكي يمنح رحلاته تلك الصفة الوطنية، استحضر الوطن، وهو "يطوف العالم لكي يعرف الأوروبيين بالدولة الفتية، وع"لمها الذي كان ولا يزال يرفرف في كل مكان"؛ اقتباس (حرفي).
لفت حواليه لكي يتأكد هل لا يزال الجميع منتبها إلى حديثه: "انظري إلى هذه الصورة، هذه في "مطار خوسيه مارتي الدولي".
الفتاة تكاد تشعر بالمملل.
قاطعت حديثه "الآن هل ممكن تساعدني عشان اخرج وأحصل على لجوء وعمل"؟؛ تسأله.
"تلعثم"، نعم ممكن جدا، ايوا ممكن، طبعا ممكن، بكل تأكيد ممكن...
ابتسمت في خجل :"شكرا الله يحفظك".
يبدو ان أقصى طموح تلك الفتاة انها تريد البحث عن عمل، واختارت الهجرة كوسيلة لتلك الغاية، مثلها مثل كثيرين (وقتئذ)، اختاروا الهجرة بحثا عن الرزق.
وبينما كانت الفتاة تجتهد للخروج منه بمعلومة مفيدة، حول الطريقة التي يمكن ان تقودها إلى وسط أوروبا دون أي قيود، سارع هو إلى طرح سؤال اثار حفيظة كل من كان في "الكافية".
سألها: "شعرك قصير أو طويل"؟.
ألتزمت الصمت، ولم تعلق.
كرر : الهجرة تتطلب العديد من التنازلات، من بينها التخلي عن "الحجاب".
لم تعر كلامه أي اهتمام، وأخذت الكأس الذي امامها وشربت، وعلى مقربة منها كانت هناك فتاة أخرى "تستمع إلى الحديث"... تدخلت: "من قال لك ان الحجاب ممنوع في أوروبا وان أي بنت مجبرة على خلع الحجاب".
نهضت من فوق الكرسي:" المسلمات من أصول أوروبية، محجبات".
أخذ الأربعيني نفسه وغادر صوب البوابة.


#صالح_أبوعوذل